توبي يانفس

بسم الله الرحمن الرحيم




قصة حقيقية حدثت مع صديق لي , حيث انه شاهد فتاة من تلكم الفتيات الذين باعوا الآخرة بالدنيا , وكانت مائلة مميلة ..





ولولا أن هذا الصديق قد تذكر ربه قبل أن يهم بالخطيئة لكان في معصية كبيره ادخل ذاتها بها ..





وهو يروي لي الحكاية والتي إن دلت فإنما تدل على الفطرة السليمة لدى الإنسان , حيث تذكر في حينها حديث المصطفى ممن يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله حول الشاب الذي تدعوه فتاة ذات جمال فيقول إني أخاف الله , شهدت دموعه تنهمر خوفا من المولى عز فى علاه . وقد اخبرني بالقصة




الحقيقة تمثلت بتلك الحكاية والتي نسجت لي ملامحها بقصيده على البحر الكامل . وقد أطلقت عليها اسم




توبي يا نفس




فأقول




توبي يا نفس




رأيت صاحبة العيون الزاهية ............... تبدو كزهر الأرض مثل البادية




تزهو فتبدو كالقطوف الدانية .............. عنوان أنس كالخيول العادية




فطرت فؤادي مذ رأيت الغاوية............. فلقد غوتني حيث كانت باغية




فوددت تقبيل العيون الساهية .............. وأضم صدرا قد تبدت راضية




ولقد دعتني للحديث مناجية ................ ثم الرذيلة بالفراش منادية




فهممت بالعصيان لولا العاتية ............. ووقفت انظر نحو تلك العاصية




هي ساعة ولسوف تمضي قاصية ..............وأعيش دهري خائفا من داهية




فرمقتها حتى تبدت عارية ............. فبدت كشبه الضب تلك الغانية




فكرهت نفسي بل صفعت الناصية .......... ورجعت أذكر أن عيني خاوية




لولا الهداية كنت أنوي الفانية ........... فعلمت أنى لن أقوم بناهية




فذكرت ربي والعيون الباكية ............. ندما وخوفا من عذاب الغاشية




نار تلظى تلك نار حامية ........ هذا مآلي إن عصيت معادية




فرفعت كفي والأيادي راجية..........غفران رب من رزايا جافية




فعلمت أني إن عصيت فهاوية ........ ولئن شكرت فإن نفسي صافية




يا نفس موتي فالمعاصي كاوية ........ في نار ربي بالجحيم القاضية




يا نفس توبي من شرور الجارية ...... وارضي بحكم كي تنالي العافية




يا نفس إنك إن رضيت باقية ......... ولئن عصيت سوف تلقي هاوية




يا نفس كوني للطهارة داعية............. حتى تنالي الأجر صيري واعية




ها فارجعي يا نفس وابقي صاحية ....... واتلي كتاب الله كوني راقية




تلك النصيحة أي وربي بادية ....... إن المعاصي سوف تسحق طاغية




تلكم وربي قصتي مع غانية .......... ولسوف تبقى عبرة بل شافية





تلك هي حقا النصيحة والعظة والعبرة الشافية الدالة . وأتمنى من الله أن يحفظ شبابنا وشاباتنا من الغواية والهذيان والمعاصي , وتذكروا يوسف عليه السلام في قصته التي أوردها الحق سبحانه في القران الكريم , فكانت أحسن القصص كما وصفها المولى عز وجل في سورة يوسف ..





شكرا




كتبها
د.احمد راشد السيلاوي




طوكيو- آذار 2007