من أحداث المحلة عبر ودروس و ناقوس خطر.. دمعت عيوننا لمشاهد العربدة في بقعة مصرية أصيبت بوهن وخلل في إنزيمات الانتماء، فتوقف إفرازها للحظة تاهت فيها العقول، وتحجرت الأفئدة وتجلت في مشهد مقيت تقاتل قابيل وهابيل والنهاية الخسارة محسومة لنا جميعا، ولكن الأمل أن نعالج ونداوي مسببات ما حدث.. والمسببات كبيرة وكثيرة.. في المحلة وفي ربوع مصر كلها لكنها كامنة وتتحين فرصة مماثلة.. وقد يتكرر العرض طالما لم تعالج المرض.. ومن تلك الأسباب أننا في أشد الحاجة أكثر من أي وقت مضي إلي استتباب الأمن في الشارع المصري.
فلقد انتشرت البلطجة في مصر كلها ونعاني منها معاناة شديدة وصورها اليومية المتكررة، تنذر بعواقب وخيمة علي المجتمع كله.. ومنها عمليات خطف شنط السيدات في الشوارع جهارا نهارا.. وحالات السرقة بالإكراه للموبايلات وغيرها.. والمشاجرات التي تعج بكم ضخم من الأسلحة البيضاء كالسنج والسيوف والمطاوي ناهيك عن السلاح الفتاك (مياه النار) وظهرت في الآونة الأخيرة الأسلحة النارية، وكأنها من مواكبة التطور والوجاهة الإجرامية، فضلا عن تعاطي المخدرات في الشوارع لدرجة أنها أصبحت من المشاهد المألوفة للعين دون استهجان أو استنكار وأصبحت لغة (أخذ الحق بالذراع) هي السائدة في شوارعنا.
نحتاج لضبط الأمن العام في كل شوارع مصر لتعود كما كانت.. بلد الأمن والآمان.