في الممنوع, مجدي مهنا من المصري اليوم

بدون مبالغة.. منذ أن أعلن الحزب الوطني الحاكم عن تشكيل مكتبه السياسي المكون من ١١ عضوا، وصورة هذا التشكيل تطاردني ولا تفارقني.. وقد كتبت عن ذلك، وتعجبت من الأسماء التي وقع عليها الاختيار في قمة الهرم الحزبي وأعلي سلطة فيه.

والمكتب السياسي لمن؟ لأكبر الأحزاب في مصر، الذي يسيطر علي الحكم منذ ٣٠ عاما، وريث الاتحاد الاشتراكي وهيئة التحرير ومنظمات ثورة يوليو ١٩٥٢، ورئيس المكتب السياسي، هو رئيس الحزب الحاكم، هو رئيس الجمهورية.

وأعترف بأن الكتابة لم تهدئ من روعي، ولم تجب عن التساؤلات التي بداخلي، والتي حاولت إخراجها بطرح القضية علي الرأي العام.

أستطيع أن أفهم أن يضم المكتب السياسي في عضويته الدكتور فتحي سرور، والدكتور أحمد نظيف، وصفوت الشريف، وكمال الشاذلي.. ليس لكونهم يمثلون الحرس القديم في الحزب، ولكن بحكم مناصبهم التنفيذية الكبيرة، كرؤساء لمجالس الشعب والشوري والقومية المتخصصة ومجلس الوزراء، فليس متصورا أن يخلو المكتب السياسي للحزب الحاكم من رؤساء هذه المواقع.

ولو أن الذين يشغلون هذه المواقع، شخصيات أخري، غير سرور ونظيف والشريف والشاذلي، لتم ضمها إلي المكتب السياسي دون تفكير، ربما الوحيد الذي احتاج إلي تفكير هو كمال الشاذلي، فلا يمكن التخلص منه مرة واحدة، وأذكر أن شخصية كبيرة في الحزب الوطني قالت لي: منذ ما يزيد علي خمس سنوات، لا توجد مشكلة في إزاحة يوسف والي، المشكلة هي في كمال الشاذلي.

لكن ماذا عن بقية الأسماء التي جاءت في تشكيل المكتب السياسي، وهي علي سبيل الحصر: الدكتورة آمال عثمان، والدكتور أحمد الطيب، والدكتورة زينب رضوان، والدكتور ثروت باسيلي، والدكتورة فرخندة حسن، والمستشار إدوارد غالي.

هل هذه الأسماء يمكن أن يتشكل منها المكتب السياسي لأكبر الأحزاب في مصر؟ وهل هي التي يجلس معها رئيس الجمهورية لكي يأخذ رأيها في القضايا السياسية والأمن القومي والقرارات الكبري.

إنني لا أحاول التقليل من شأن هؤلاء، في مجال عملهم، وفي تخصصاتهم.. لكن مرة ثانية: ما علاقتهم بالعمل السياسي؟ وما الذي يميزهم كعقليات سياسية عن بقية المصريين؟ وما تاريخهم السياسي الذي يؤهلهم إلي التصعيد إلي مستوي عضوية المكتب السياسي للحزب الحاكم؟

هذه الفزورة التي لا أعرف لها حلا حتي الآن، هي التي تجعل صورة المكتب السياسي للحزب الوطني تطاردني كل هذا الوقت.. إلا إذا كان الهدف من تشكيل المكتب السياسي، علي هذه الصورة، هو خلق كيانات كرتونية، وملء فراغات يمكن تحريكها بسهولة في لحظة الحسم، التي هي في اختيار المرشح علي منصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

أي عقليات شيطانية هذه، هي التي تفكر لنا، والتي ترسم صورة مستقبل الحكم في البلاد!

يا رب يعجبكم

مشكور

مشكورررررررررررررررررررررررررررر